حكم عدم الرد على زائر يطرق الباب أو استقباله

كُتبت بواسطة:

في

لو سمحت؛ إذا جاء شخص وخبط “طرق” على بابي، ولم أفتح، تظاهرت بأني غير موجودة؛ لأني قد أصاب بضرر منه. فهل هذا حرام؟ بالأخص أنهم أطفال.

الـجـــواب
لا إثم عليك، فلا يجب على المسلم أن يستقبل الزائر له فيجوز له عدم الرد أو أن يطلب منه الرجوع، ولا إثم عليه في ذلك، قال تعالى «فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم» (النور:٢٨).

قال العلامة الصاوي في “الشرح الصغير” بلغة السالك لأقرب المسالك (٤/ ٧٦٢،ط/ دار المعارف): [{وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا} [النور: ٥٩] «ولقول النبي – صلى الله عليه وسلم – لرجل، قال: يا رسول الله أستأذن على أمي؟ قال – صلى الله عليه وسلم -: نعم قال: إني معها في البيت. فقال – صلى الله عليه وسلم -: استأذنها قال: إني خادمها. فقال – صلى الله عليه وسلم -: استأذن عليها، أتحب أن تراها عريانة؟» فمن جحد وجوبه يكفر لوروده كما تقدم وعلم ضرورة.

(إذا أراد دخول بيت) مفتوحا أو مغلوقا حيث كان، لا يدخل إلا بإذن، لا نحو حمام وفندق وبيت قاض وطبيب وعالم حيث لا حرج في الدخول بلا إذن وإلا فكغيرها].

قال العلامة الرازي- رحمه الله- في تفسيره” مفاتيح الغيب” (٢٣/ ١٧٤،ط/ دار الكتب العلمية): [أما قوله تعالى ذالكم خير لكم فالمعنى فيه ظاهر إذ المراد أن فعل ذلك خير لكم وأولى لكم من الهجوم بغير إذن لعلكم تذكرون أي لكي تتذكروا هذا التأديب فتتمسكوا به ثم قال فإن لم تجدوا فيها أي في البيوت أحدا فلا تدخلوها لأن العلة في الصورتين واحدة وهي جواز أن يكون هناك أحوال مكتومة يكره إطلاع الداخل عليها ثم قال وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا وذلك لأنه كما يكون الدخول قد يكرهه صاحب الدار فكذا الوقوف على الباب قد يكرهه فلا جرم كان الأولى والأزكى له أن يرجع إزالة للإيحاش والإيذاء].

قال العلامة الطبري في “تفسيره جامع البيان”(١٩/ ١٥٠،ط/ مؤسسة الرسالة): [قال رجل من المهاجرين: لقد طلبت عمري كله هذه الآية، فما أدركتها، أن أستأذن على بعض إخواني، فيقول لي ارجع، فأرجع وأنا مغتبط، لقوله (وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم)]، والله أعلم.

المصدر: دار الإفتاء المصرية

وهنا تطَّلِع على: كيف أتعامل مع زوجي في العلاقة الزوجية الحميمية؟