هل يجوز أتزوج وأمي مو راضية؟

هل موافقة الأم على زواجي من الفتاة التي أُحبها واجبة ؟! و هل زواجي مع عدم موافقة أمي يعتبر عقوق لها ؟! مع العلم بأن -الحمد الله- وقع اختياري على فتاة لا يُعيب أخلاقها شيئاً ويوجد تكافؤ في المستوى الاجتماعي والمادي.

الـجـــواب
نرى أنه ينبغي الاستماع بجدية إلى نصيحة الوالدين في مثل هذه الأمور طالما أن موقفهم خلا من التعنت غير المبرر وكان من باب النصيحة الخالصة، ولا شك أن الوالدين أكثر من الأبناء خبرة ومعرفة بالناس ، وأوسع تجربة بالحياة. ولا مانع من عدم التعجل في الأمر حتى يمكن ترجيح أحد الجانبين.

ومثل هذه المسائل ليست محلا لفتوى شرعية حاسمة بالجواز أو عدمه، ولا يتأتَّى فيها ذلك، لأن حكم الشرع فيها بصفة عامة مبنى على جلب المصلحة ودفع المفسدة، وإنما تحتاج بالأساس إلى استشارة اجتماعية من ذوى الخبرة – وعلى رأسهم الوالدين – تراعى المصالح والمفاسد ، وتنظر بعين النصيحة المجردة المخلصة الصادقة لمصلحتك وتسعى في تحصيلها ودفع الضرر عنك، ومن يستطيع أن يفعل ذلك أكثر من الوالدين.

ولكن في حالة تعنت الأهل وعدم وجود أسباب مجدية للرفض، فيجوز للابن أو الابنة شرعا الزواج ممن يرغب في الزواج منه ولو رفض الوالدان ذلك، ولا يعد هذا عقوقا لهما، فليس من حق الآباء والأمهات أن يجبروا أولادهم على الزواج من أشخاص معينين، ولا أن يمنعوهم من الزواج من الأكفاء المناسبين لهم في الظروف الاجتماعية، ولأن مبنى الزواج على الرضا، فللمرء أن يختار من يتزوجها، وللفتاة حق الرفض والقبول؛ لكن ننصح الأبناء دائما ألا يهملوا رأي الآباء وأن يأخذوا نصيحتهم بعين الاعتبار، وذلك لتمام شفقة الوالدين على أولادهم، ولما لهم من خبرة كبيرة بالحياة، ومعرفة أكثر بما يصلح لأبنائهم، والله أعلم.

المصدر: دار الإفتاء المصرية