الاحتفال بعيد الأضحى 2020 في زمن الكورونا

صورة عيد الأضحى المبارك

مهما اختلفت ثقافاتنا ومشاربنا وأفكارنا تظل تجمعنا قواسم مشتركة كانتظار الأعياد بلهفة وشوق والاستعداد لقضاء ساعاتها بكل الطرق التي تسعدنا وتدخل البهجة على قلوبنا، فتجد الجميع يحرص على زيارة الأهل والأقارب واللقاء بالأصحاب والخلان الذين ربما لم نلقهم منذ زمان طويل، كما يخطط الشباب للاستمتاع بالخروج في رحلات عائلية أو شبابية لقضاء وقت مختلف ومتميز عن الأوقات العادية، والتقاط الصور التذكارية التي تخلد تلك اللحظات الجميلة.

هكذا كنا نحتفل بالأعياد وهكذا كانت تشهد على تجمعنا وازدحامنا ولقاءاتنا، غير أننا في زمن مختلف جدت علينا فيه الكثير من المستجدات التي تحتم علينا أن نعيد النظر في طريقة احتفالنا بالعيد، بما يتناسب مع تلك الظروف ويحقق لنا السعادة المرجوة ويجنبنا التوابع المزعجة، لذا فقد قررنا أن نتعرف معاً على كيفية (الاحتفال بعيد الأضحى في زمن الكورونا) سائلين الله عز وجل أن يرفع عنا الوباء والبلاء ويديم علينا نعمة الصحة والعافية ويمتعنا جميعاً بأعيادنا، فتابعو مقالنا، دمتم بخير.

أفكار جديدة للاحتفال بعيد الأضحى مع أزمة فيروس كورونا المستجد

من المؤسف جدًا أن الواقع من حولنا بكل مؤشراته يخبرنا أننا نواجه خطراً حقيقياً لا يستهان به، ولا يستثني أحداً، فالجميع معرض للإصابة به ومواجهته، ولا توجد ضمانات تؤكد لأي شخص كبيراً كان أو صغيراً، مريضاً أو صحيحاً، رجلاً أو امرأة بأنه سيتمكن من التغلب على الإصابة أو تجاوزها والتعافي منها إلا بلطف الله ورحمته، ومن ثم فإننا يجب أن لا نتجاهل وجود هذا الخطر وأن لا نتعامل معه باستهتار ولا استهانة لأن الثمن ببسطة ندفعه من صحتنا أو صحة من نحبهم، ولا يوجد في الدنيا ثمن أفدح من هذا الثمن ولا أغلى منه.

فبرغم انتهاء الحظر والاضطرار للعودة إلى الحياة الطبيعية والتعايش مع أزمة كورونا يجب أن نتذكر دئما أن كورونا موجود بيننا ولم ينته بعد، ولم نتمكن من العثور على علاج له ولا لقاح يقينا خطره، فلنحتفل بعيد الأضحى المبارك بوعي وحرص! وإليك عزيزي القارئ طائفة من الأفكار واللفتات التي يمكن أن تساعد في تحقيق ذلك، ولعل من أهمها ما يلي:

نشر الطاقة الإيجابية وتجريد العيد من مظاهره المادية

من الأخطاء التي نكاد نقع فيها جميعاً هو ربط العيد والشعور به وبفرحته ببعض الطقوس أو المظاهر، فإن تعذر حدوثها أو ممارستها تجد أننا نفقد النشوة والشعور ببهجة العيد، مثل الخروج والتنزه ونحوه من الطقوس التي اعتدنا عليها والتي كنا ننتظرها مع حلول الأعياد، لذا فمن الرائع أن ندرب أنفسنا على تصحيح وعينا بقيمة العيد ومفهوم السعادة فيه وبه وأنها ليست مرهونة بشيء على الإطلاق فالسعادة تنبع من داخلنا في المقام الأول، ولعل من دواعي فرحتنا الغامرة بقدوم عيد الأضحى أن يحل علينا ونحن مع أهلينا وعائلتنا نتمتع بالصحة والعافية دون أن يفجعنا البلاء في حبيب أو قريب، فإن تلك السعادة من أعظم ما يمكن أن نشعر به ونسعد به ونشكر الله عليه.

استبدال التواصل المادي بالتواصل التكنولوجي الحديث

من الرائع أن نحسن استخدام البدائل التي وفرتها لنا التكنولوجيا، فنتواصل مع أصدقائنا وأصحابنا وأهلينا ممن تحول بينا وبينهم المسافات عبر المحادثات الصوتية أو المصورة ومشاركتهم الكثير من تفاصيل عيدنا، فهي وسيلة لا بأس بها تعوضنا عن البعد  وتقرب المسافات.

تخطيط الوقت ببرنامج متنوع لقضائه في البيت

يمكن لأفراد الأسرة الاجتماع وتخطيط الوقت بوضع برنامج لطيف يضم جميع أفراد الأسرة مثل إعداد الوجبات أو تناولها أو متابعة مسرحية أو نحوه من الأعمال الفنية، أو المشاركة في مسابقة أو لعبة معينة مما يشيع البهجة والسعادة ويجدد الطاقة والمرح، والأفكار في هذا المضمار.

استشعار قيمة التفاف الأسرة واجتماعها في العيد

من الضروري جداً لكل فرد من أفراد الأسرة مطالب بالبقاء في البيت وعدم الخروج إلا للضرورة تجنبا للخطر أن يعي جيداً ويستشعر قيمة أن وجوده مع أفراد أسرته هو نعمة كبرى تستحق الشكر، وليس عقاباً، ويتذكر أن الكثير ممن ابتلوا بفقد أحبتهم أو اخواتهم جراء الإصابة بفيروس كورونا أو حتى غيره يتمنون لحظة واحدة يجتمعون فيها معهم ويسعدون بصحبتهم، فيجب أن يستمتعوا بكل لحظة ويملأوها بالحب والاهتمام واللفتات الرقيقة.

الدعوات والتضرع إلى الله عز وجل برفع البلاء

من الرائع أن تجتمع الأسرة على الطاعة وفعل الخير كمجالس الذكر أو الصلاة أو قراءة القرآن، فصلاة العيد مثلا يمكن أن يصليها الأب بأبنائه وزوجته ثم يذكرهم بنعم الله ويحثهم على الدعاء والذكر، فيكون اجتماعهم مبارك تتنزل عليهم الملائكة وتحفهم الرحمات، وتكون أروع بداية لقضاء يوم العيد بلا مخاوف ولا قلق.

ارسال التهاني والمعايدات للأهل والأحباب

رائع أن نتذكر أحبتنا ونتعهدهم بالتهاني الطيبة، وكذلك رسائل عيد الأضحى المبارك الرقيقة التي تحمل في طياتها الحب والاهتمام، وأن نتمنى لهم أطيب الأوقات..

في الختام

يجب علينا بدافع الحرص على سلامتنا وسلامة من نحبهم أن لا نزج بأنفسنا في الأماكن المزدحمة وأن لا نتهاون، وأن نتحمل قليلا من البعد لنأمن طول البعد، وأن نكثر من الدعاء والتوسل إلى الله عز وجل ان يخرجنا من تلك الفترة على خير غير فاقدين ولا مفقودين وأن يجعل اعيادنا المقبلة أكثر سعادة ورحابة وأجمل من سابقيها، بفضله ومنته.

أضف تعليق