الطلاق بات مرضًا متوغلاً في الأُسَر العربيَّة

أيها الإخوة الأعزاء؛ تواعدنا أن تكون هذه المقالة متضمنة للحديث عن موضوع بات يؤرق الأسر العربيَّة وهو موضوع الطلاق.

دول عانت من أزمة أمنية؛ ضياع التلاميذ والطلبة في منظومة تربوية مهترئة لا تلبي رغبات التلميذ والطفل وحاجاته المعرفية، الفكرية. فأنتجت جيلا ينقصه الوعي.

نعم؛ نحن أيها الإخوة أذكياء، لكن بكل صراحة لا نملك الوعي والدراسة والبحث. فاجأتنا هذه الإحصائيات العجيبة الخطيرة –إحصائيات الطلاق– والتي تدل أيها الإخوة على أن الروابط الإنسانية كلها بدأت تنحل عقدها وليس فقط الروابط الزوجية. يعني ربما يظن بعضكم أنني اليوم سوف أتكلم على الأمور الزوجية فقط، لا. المشكلة أعظم من ذلك.

ولذلك أنا لا أحب أن أتكلم بالطريقة الوعظية الاختزالية التي عهدناها ولم تأتي بشيء. نعم؛ الطريقة الوعظية العاطفية القديمة أجَّلت قليلا وخففت وسكَّنت؛ على طريقة الأدوية المسكنة ليشربها الإنسان لما يشعر بألم، لكن لم يعالج المرض؛ وربما -بالعكس- تجده يتفاقم دون أن تشعر.

بعض الأمراض الخطيرة الأطباء مباشرة يدعونك إلى الكشف عنها عن طريق مراكز الإشاعات الدقيقة وعن طريق تحاليل الدم. لماذا؟ لأنه يخاف أن يعطيك دواء مخفف مسكن؛ ثم بعدها يصعب علاج المرض الذي توغَّل بالفِعل. وربما يكون هناك علاج صعب جدا، يكون فيه نوع من البتر.. وغيرها.

لذلك -أيها الإخوة- بعض قضايانا ومشاكلنا، كنا نعالجها بطريقة عاطفية إلى أن تفاجئنا.

هل علاقاتنا الأخوية داخل البيت على ما يرام؟ كثير من الأسر تُعاني من وجود عداوة بين الإخوة الذين كانوا متحابين ويناموا ويُغطَّوا بلحاف واحد. والأخ يبكي على أخوه. والأخ يدافع عن أخوه. ثم كبرت الأمور -أيها الإخوة- ودخلت الدنيا، وتزوج هؤلاء الإخوة؛ وتشكلت العداوات، وصار الأخ لا يتكلم مع أخوه، وفي العيد لا يذهب ليسلم عليه. تطوَّرت الأمور كثيرة.

إذًا؛ العلاقات ليست زوجية فقط. علاقات أخوة المسلمين -هي أيضًا- ليست على ما يرام…