هل الاستحمام العادي يجزئ كغسل من الجنابة؟

هل الاستحمام العادي بعد تقديم نيه رفع الحدث الأكبر يجزئ كغسل من الجنابة او رفع الحدث الأكبر؟ حيث أنني امرأه ابلغ من العمر ٦٨ عام وكنت أتوقع ان الاستحمام العادي يجزئ في رفع الحدث الأكبر وكنت اتوضأ بعد الاستحمام واقدم النية في قلبي قبل الاستحمام. ماذا عن صلاتي بهذه الصورة فيما مضي من حياتي وماذا افعل الان؟

الـجـــواب
إذا كان الغسل (الاستحمام) غسلًا واجبًا أو مسنونًا فيجوز الاقتصار على نية رفع الحدث الأكبر، وتغني نية رفع الحدث الأكبر عن الوضوء، ويجوز للمغتسل أن يصلي به ما لم يأت بناقض من نواقض الوضوء بعد اكتمال الغسل.

قال الشيخ الخرشي المالكي-رحمه الله تعالى- في “شرح مختصر خليل” (1/ 175، ط / دار الفكر):[قال في الرسالة: فإن اقتصر المتطهر على الغسل دون الوضوء أجزأه وهذا في الغسل الواجب أما غيره فلا يجزئ عن الوضوء ولا بد من الوضوء إذا أراد الصلاة، وإنما لم يقل المؤلف ويغني عن الوضوء للإشارة إلى أن الأفضل الوضوء].

وإذا كان الغسل مسنونا كغسل الجمعة والعيدين، أو كان المقصود به التنظف والاستنزاه، فيستحب خروجا من الخلاف الإتيان بالوضوء بعده قبل الدخول في الصلاة.

قال الإمام الكاساني الحنفي-رحمه الله تعالى- في “بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع” (1/ 20، ط/دار الكتب العلمية): [لو سال عليه المطر أجزأه عن الوضوء، والغسل فلا يشترط لهما النية، إذ اشتراطها لاعتبار الفعل الاختياري، وبه تبين أن اللازم للوضوء معنى الطهارة، ومعنى العبادة فيه من الزوائد، فإن اتصلت به النية يقع عبادة، وإن لم تتصل به لا يقع عبادة لكنه يقع وسيلة إلى إقامة الصلاة لحصول الطهارة كالسعي إلى الجمعة].

وقال الإمام شمس الدين محمد شهاب الدين الرملي في “نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج” (1/ 177): [ولو اجتمع عليه أصغر وأكبر كفاه الغسل لهما كما سيأتي في كلامه ولو بلا ترتيب لاندراج الأصغر وإن لم ينوه]. والله أعلم.

المصدر: دار الإفتاء المصرية