حكم إجبار الزوج زوجته على الجماع بعد الفجر في رمضان

كُتبت بواسطة:

في

زوجي يعمل بالسعودية، وانا وأبنائي مقيمين بمصر، وينزل إجازات، من ضمنها شهر رمضان؛ وأحيانا يجبرني على الجماع بعد الفجر في رمضان وابتداء الصيام. أنا أرفض وأُذكره أن هذا حرام، ولكنه يصر، ويجبرني على ذلك؛ فهل عليّ كفارة غير صيام هذه الأيام؟

الـجـــواب
لا يجوز لزوجك فعل ذلك ولا كفارة عليك، وإذا جامع الزوج زوجته في نهار رمضان وهو صائم، عامدا عالما بحرمة الجماع في نهار رمضان، فيجب عليه التوبة الصادقة بالإقلاع فورًا والندم الشديد مع كثرة الاستغفار والعزم الأكيد على عدم العودة لذلك مرة أخرى، ويجب عليه صيام شهرين متتابعين كفارة الجماع في نهار رمضان، وإليك مزيد من التفصيل:

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: بينما نحن جلوس عند النبي -صلى الله عليه وسلم-: إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله، هلكت، قال: ((ما لك؟)) قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((هل تجد رقبة تعتقها؟)) قال: لا، قال: ((فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟)) قال: لا، فقال: ((فهل تجد إطعام ستين مسكينا؟)) قال: لا، قال: فمكث النبي -صلى الله عليه وسلم-، فبينا نحن على ذلك أتي النبي -صلى الله عليه وسلم- بعرق فيها تمر، والعرق: المكتل، قال: أين السائل؟ فقال: ((أنا))، قال: خذها فتصدق به، فقال الرجل: أعلى أفقر مني يا رسول الله؟ فوالله ما بين لابتيها -يريد الحرتين- أهل بيت أفقر من أهل بيتي، فضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى بدت أنيابه، ثم قال: ((أطعمه أهلك))أخرجه البخاري في صحيحه، واستنادا لهذا الحديث ذهب جمهور الفقهاء إلى أن جماع الصائم في نهار رمضان عامدا مختارا بأن يلتقي الختانان، وتغيب الحشفة في أحد السبيلين مفطر، يوجب القضاء والكفارة، أنزل أو لم ينزل.

فإذا حدث ذلك بين الزوجين ترتب عليه أمور مشتركة وهي: الوقوع في إثم الإفطار في رمضان عن طريق العمد، وهو من كبائر الذنوب، ويضاف لهذه الكبيرة كبيرة أخرى إن كان الجماع بين أجنبيين، فأنه يعد زنا -أعاذنا الله والمسلمين منه-، ويجب التوبة على الزوجين من ذلك الذنب، وكذلك عليهما قضاء هذا اليوم.

ويترتب على هذا الذنب أمر خاص بالرجل وحده وهو الكفارة، فلا كفارة على الزوجة؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر الواطئ في رمضان أن يعتق رقبة، ولم يأمر المرأة بشيء، مع علمه بوجود ذلك منها، ولأن الجماع فعله، وإنما هي محل الفعل.

وعليه فيترتب على جماع الزوجين في نهار رمضان ما يلي:

  • لقد أفطر الزوجان بهذا الجماع عمدا.
  • لقد وقع الزوجان في الإثم والحرام الشرعي للإفطار العمد بالجماع في رمضان.
  • على الزوجين التوبة إلى الله من هذا الذنب بالإقلاع والندم والعزم على عدم الرجوع لهذا الذنب، ويستحب صلاة ركعتين للتوبة، وكثرة الاستغفار.
  • على الزوجين قضاء يوم مكان هذا اليوم بعد رمضان.
  • على الزوج صيام شهرين متتابعين كفارة عن هذا الذنب، فإن كان مريضا وقرر الأطباء عدم قدرته على الصوم أطعم ستين مسكينا، والله تعالى أعلى وأعلم.

المصدر: دار الإفتاء المصرية