ما الحكم الشرعي في هذه المسألة؟

يسأل أحدهم من بلاد الريف ويقول لي أن له ابن عم يترك حماره في كل مساء ليأكل من أرضة، ويفسد زرعه؛ وهذا في كل مساء. وقام هذا الرجل بوعظ ابن عمه قائلا له: أن هذا لا يجوز، وطلب منه مرارًا وتكرارًا بألا يترك حماره ليفسد في الأرض؛ وابن عمه هذا لا يستجيب. فقام الرجل مساءًا وأخذ برباط حمار ابن عمه وذهب به إلى بلد مجاور وتركه. فأخذه أحد الناس (الحمار). هل يجب على هذا الرجل أن يدفع لابن عمه ثمن الحمار؟

الجواب
١- ما يحدث من كليهما لا يجوز شرعا، وعلى كل واحد منهما أن يقوم بإصلاح ما أفسده. فعلى صاحب الحمار أن يضمن ما أتلفه الحمار، وعلى صاحب الأرض ضمان الحمار؛ لأنه ملك لهذا الشخص، وكان عليه تسليمه للشرطة أو رده إلى صاحبه.

٢- كما ننصح أن يقوم أهل الحكمة بإصلاح الأمور بينهما حتى لا يتطور الأمر ويؤدي إلى مشكلات أكثر وقطيعة رحم.

قال العلامة الخطيب الشربيني الشافعي في “الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع” (٢/ ٥٤٦، ط/ دار الفكر): [وإن كانت الدابة وحدها فأتلفت زرعا أو غيره نهارا لم يضمن صاحبها أو ليلا ضمن لتقصيره بإرسالها ليلا بخلافه نهارا للخبر الصحيح في ذلك رواه أبو داود وغيره، وهو على وفق العادة في حفظ الزرع ونحوه نهارا والدابة ليلا ولو تعود أهل البلد إرسال الدواب أو حفظ الزرع ليلا دون النهار انعكس الحكم فيضمن مرسلها ما أتلفته نهارا دون الليل اتباعا لمعنى الخبر والعادة ومن ذلك يؤخذ ما بحثه البلقيني أنه لو جرت عادة بحفظها ليلا ونهارا ضمن مرسلها ما أتلفته مطلقا].

وقال ابن قدامة في “المغني” (٥/ ١٨١، ط/ مكتبة القاهرة): [إذا غرس في أرض غيره بغير إذنه، أو بنى فيها، فطلب صاحب الأرض قلع غراسه أو بنائه، لزم الغاصب ذلك …، وإن أراد صاحب الأرض أخذ الشجر والبناء بغير عوض، لم يكن له ذلك؛ لأنه عين فلم يملك صاحب الأرض أخذه، كما لو وضع فيها أثاثا أو حيوانا]، والله أعلم.

المصدر: دار الإفتاء المصرية

اقرأ أيضًا: ما المقصود بالآيات: اجعلني على خزائن الأرض + وكذلك مكنا ليوسف في الأرض