احذر.. تخمة الموائد الرمضانية

كُتبت بواسطة:

في

يصطف الصائمون ــ قبيل أذان المغرب ــ أمام مائدة إفطار عامرة بأنواع مختلفة من الأطعمة الشهية، من لحوم و«معجنات» وغيرها بأحد الفنادق ويملؤون أطباقهم بما لذ وطاب.

وعادة ما تمتد المأدبة الرمضانية حتى وقت متأخر من الليل، وينتهي الحال بكثير من المسلمين إلى زيادة الوزن في شهر من المفترض أن يتذكر فيه الصائمون معاناة الفقراء، وهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم في المأكل والمشرب، واستحضار نية التقوِّي بالطعام على طاعة الله.

ولو تأملنا الهدي النبوي في الطعام لوجدناه قائماً على ثلاثة أمور مهمة، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان:

  • يعلم ما يأكل.
  • ويأكل ما ينفع.
  • ويجعل من قوته قياماً لصلبه لا تكثيراً لشحمه، فكان يكسر صومه تدريجيّاً ويأكل بكميات قليلة تبدأ بالتمر والماء.

بينما يضع ضيوف المآدب أكواماً من المأكولات الدسمة في أطباقهم عند الإفطار.

ويؤكد هذا الطالب البحريني «علي حسين» حيث يقول: «يزيد وزني كثيراً في رمضان.. إنها مشكلة كبيرة.. أولاً: يأكل الناس كثيراً، وثانياً: لا يقومون بنشاطهم المعتاد وينامون كثيراً، ثالثاً: طعام شهر رمضان دسم».

مآدب هنا وهناك

وتنتشر الخيم الرمضانية لاستضافة المآدب التي عادة ما تنظمها الفنادق وترعاها شركات كبرى، وكثير منها يتسم بالبذخ، كما يعقب الإفطار وجبة مماثلة في السحور؛ مما يزيد من مشكلة زيادة الوزن.

هذا إلى جانب خفض ساعات العمل اليومية، حيث يفضل كثيرون النوم في الساعات التي تسبق الإفطار تجنبا للتضور جوعاً.

كما أن كثيراً من المسلمين هنا يرون صعوبة ضبط النفس عند تناول طعام الإفطار؛ نظراً لتنوع الأطعمة الرمضانية، ويكتفي بعضهم بالنوم أو مشاهدة التلفاز عقب وجبة الإفطار الدسمة.

ويقول «أحمد فاروق» الطبيب المتخصص في البدانة بمستشفى البحرين الدولي: «يأتي عدد لا بأس به بعد رمضان، ويقولون: إن وزنهم زاد».

وأضاف قائلاً: «إن ذلك يحدث حين تأكل كميات كبيرة من الطعام في وقت متأخر، دون بذل نشاط كبير لاحقًا؛ فمعظم الناس يأكلون وينامون، ومن ثم يخزن الجسم كميات أكبر من الغذاء، ويتجمع الدم في المعدة لهضم هذا الغذاء، ومن ثم يشعر الشخص بالخمول».

شاهد عيان

ويقول «أحمد يوسف» الذي كان ضيفاً على إحدى موائد الإفطار العامرة: «أتبع تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم الذي ينصح بالاعتدال في الإفطار، وأبدأ إفطاري على التمر والماء، وعليه أفقد وزناً في رمضان».

ويضيف: «الأمر الأهم أن هذا الهدي النبوي يشعرني بالقرب من الله من خلال الإكثار من الصلاة وتلاوة القرآن والتعاطف مع الفقراء».

وختم بقوله: «يؤسفني أن أقول: إن رمضان يعني الطعام بالنسبة لنصف البحرينيين، والشيء نفسه يحدث في الدول الإسلامية الأخرى».

واقرأ: علاج هبوط السكر المُفاجئ لدى مريض السكري الذي يُعالج بالإنسولين