خطبة عن التبرج والسفور «مكتوبة»

في هذه الصفحة نوفر لكم خطبة مكتوبة عن التبرج والسفور؛ نسأل الله ﷻ أن تنتفعوا جميعا بما سيأتي بها من الدروس والعبر والمواعِظ.

الخطبة الأولى

بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ.

أيها الناس: من الأمْراضِ االهدامة التي مسَّتِ المرأة المسلم. خلق التبرج والسفور، أمرٌ مشاهد لا يخفى على أحد منا، أصبحت المرأة والفتاةُ المسلمة، تخرج بلباس فاضح فتان، كاسية عارية مائلة متعطرة، على مرئ ومسمع دون حياء أو خجل، فصار شيء معتاد لا غبار عليه، يباع في المحلات بأثمان باهظة، يُرُوَّجُ له باسم الموضة وعرض الأزياء ومواكبة العصر، وغيرها من المصطلحات المستعارة، تقتنيه الفتيات والمرأة بحماسة وجدارة، فأصبحن بهذا: داعياتٍ للرذيلة، ناشراتٍ للفساد، مهيجاتٍ للفتن، مثيراتٍ لمطامع الرجال؛ وهذا مبتغى أعداء الاسلام، يروجون لهذا في الداخل والخارج، ليفتكوا بالمرأة المسلمة والمجتمع المسلم، فاحذروا التشبه بأعداء الاسلام، نسينا قوله ﷺ: ﴿من تشبه بقوم فهو منهم﴾

إيها المسلمون: إن التبرج والسفور من كبائر الذنوب وموبقاتها، وقد نهى عنه الإسلام في مواطن عِدَّة، وعَدّهُ من أفعال الجاهلية.

وتَبَرُّجُ المرأة: اظْهَارُهَا زينَتَها ومحاسنَها لغير زوجها، وسُفُورُهَا: تَرْكُهَا للحجاب والتَّخَلِي عنه ” معجم المعاني بتصرف

قال ﷻ: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾. فيجب على المرأة المسلمة العفيفة الشريفة، بالتستر والاحتشام والبعد عن العري والترجل وما شابه ذلك، صيانة لنفسها ورعاية لشرفها وعرضها، والبعد عن الردى والشبهات، وقد أمر الله ﷻ نبيه أن يدعوا زواجاته الطاهرات، وبناته الشريفات، ونساء المؤمنين الفضليات، بالتستر واخفاء زينتهن: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ﴾ — الأحزاب.

أي: “ذلك التستر أقرب بأن يُعْرَفْنَ بالعفة والتستر والصيانة، فلا يطمع فيهن أهل السوء والفساد” — صفوة التفاسير.

قال ﷻ: ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ﴾ أي ترقيق الكلام إذا خاطبهن الرجال ﴿فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾ أي دغل ﴿وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾ “قولا حسنا جميلا معروف في الخير، فلا تخاطب الأجانب كما تخاطب زوجها” — تفسير ابن كثير

عباد الله: حذر النبي ﷺ أمته من فتنة النساء، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: ﴿ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء﴾ — فتح الباري. وقال ﷺ: ﴿المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان﴾ — رواه الترمذي، وقال: ﴿إنَّ الدنيا حلوة خَضِرة وإنَّ الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعلمون، فاتَّقوا الدنيا واتَّقوا النساء؛ فإنَّ أوَّل فتنة بني إسرائيل كانت في النساء﴾ — مسلم.

إيها المسلمون: بالتبرج والسُّفور، تفتح المرأة على نفسها باب اللعنة ولعياذ بالله، عن أبي هريرة قال: ﴿لعن النبي ﷺ الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل﴾، وقال ﷺ: ﴿لعن الله المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء﴾ .

والتعطر عند الخروج من البيت عُدَّ زِنَى، قال ﷺ: ﴿إن المرأة إذا استعطرت فمرت على القوم ليجدوا ريحها فهي زانية﴾ 2 والتبرج من مَوجبات دخول النار، لقول النبي ﷺ: ﴿صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا؛ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا﴾ — مسلم.

  • معنى (كاسيات عاريات): يَلْبِسْنَ ثيابا رقيقة تصف لون الجسد أو قصيرة، فهي كاسية في الاسم عارية في الحقيقة.
  • معنى (مائلات): أي زائغات عن طاعة الله، وما يلزمهن من الحياء والتستر، مائلات في مشيتهن.
  • معنى (مميلات): أي مميلات لقلوب الرجال لفعلهن..
  • معنى (رؤوسهن كأسنمة البخت): أي يعملن شعورهن بلفها وتكويرها إلى الأعلى، كأسنمة الإبل المائلة.

أقول قول هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه يغفر لكم.

وهنا تجِد: خطبة جمعة مكتوبة ومشكولة.. جاهزة قصيرة عن الكدح

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم، على أشرف خلق الله أجمعين، محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.

عباد الله: إن صلاح المجتمع وفساده، بصلاح المرأة وفسادها، وقد عرف أعداء الإسلام هذا حق المعرفة، فساهوا بكل ما أوتوا من قوة لإفسادها.

فيجب على المسلم الشهم، أن تكون له غيرة على أهله، فلا يدع أهله لذئاب البشر يستعطفونهم ويستدرجونهم عن دينهم، والله سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيعه، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته، لماذا تركت أهلك يخرجون عرايا، لماذا اشتريت لهم الباس الضيق، لماذا لم تكن لك غيرة عليهم، لماذا لماذا، فأعِدَّ للسؤال جوابا، ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِى ٱلأَرْضِ وَتُقَطّعُواْ أَرْحَامَكُمْ﴾ .

الدعاء، الصلاة على النبي ﷺ، الخاتمة.

وأترككم مع خطبة عن القرآن وأثره على الفرد والمجتمع