أغرب الاختراعات العسكرية: عندما تتحول الخيال العلمي إلى أدوات للفتك والتخفي

أغرب الاختراعات العسكرية: عندما تتحول الخيال العلمي إلى أدوات للفتك والتخفي

منذ فجر التاريخ، والإنسان لا يتوقف عن ابتكار أدوات تساعده على الهيمنة والبقاء، إلا أن بعض هذه الابتكارات تجاوزت حدود المنطق والعقل لتتحول إلى اختراعات عسكرية غريبة، جمعت بين العبقرية والوحشية. وفي الوقت الذي يحلم فيه البعض بابتكارات تخدم الإنسانية، هناك من يفكر في الوجه الآخر من الفكرة، فيجعل منها سلاحًا للدمار أو وسيلة للتمويه والخداع في ساحات المعارك. في هذا المقال، نستعرض مجموعة من أغرب الاختراعات العسكرية التي عرفها العالم.

سلاح الليزر العمي: عندما يتحول الضوء إلى أداة للشلل

من أبرز المحاولات لتحقيق عنصر المباغتة في الحرب، ظهر ما يُعرف بـ”رشاش الليزر”، وهو سلاح صُمم لإطلاق أشعة ليزر مركزة قادرة على إصابة العدو بالعمى المؤقت.

فكرته تشبه تلك الأجهزة الليزرية التي كنا نلهو بها في الطفولة، لكن بتركيز وضوء أكثر فتكًا. تم تطويره باستخدام ليزر غازي يعتمد على غازات مثل النيون والهيليوم، وكان الهدف منه تعطيل رؤية العدو مؤقتًا لإيقاعه في الفخ. لكن، وبسبب بشاعة تأثيره، تم حظره دوليًا عام 1995 بموجب اتفاقيات جنيف.

الكلب الآلي: حيوان روبوتي يحمل الأثقال

استلهمت شركة Boston Dynamics من حركة الكلاب في البرية فكرة تصميم روبوت عسكري على هيئة كلب ضخم قادر على حمل المعدات الثقيلة عن الجنود.

وقد بلغ وزنه حوالي 110 كجم، وكان قادراً على حمل حمولة تصل إلى 45 كجم.

ومع ذلك، وبعد تجربته في أفغانستان عام 2005، تبيّن أن صوته المرتفع وحجمه الكبير كانا أكثر إزعاجًا من فائدته، فتم الاستغناء عنه سريعًا.

الكانون سكوتر: دراجة نارية برشاش!

قد يبدو المشهد عبثيًا حين ترى مقاتلاً على دراجة “فيسبا” وسط المعركة، لكن الجيش الفرنسي رأى في ذلك وسيلة مبتكرة للقتال. فقام بتركيب رشاش على دراجة نارية خفيفة، لتصبح وسيلة هجومية متنقلة تُعرف باسم “الكانون سكوتر”.

انضم هذا السلاح الغريب إلى سلاح الجو الفرنسي، وكان يتطلب من الجنود مهارات قيادة وتصويب في آن واحد، ما جعل استخدامه مغامرة بحد ذاته.

العربة الدوارة: دبابة على هيئة كرة

الجيش الألماني ابتكر ما يُعرف بـ”رولزايوج” أو العربة الدوارة، وهي مركبة عسكرية مستديرة الشكل تبدو وكأنها كرة معدنية تتحرك على الأرض. وقد كان الهدف من تصميمها السيطرة على “الأراضي الحرام” أو No Man’s Land.

زُوّدت بمحركين وغرفة مراقبة اسطوانية بها فتحة صغيرة للرؤية، لكن سرعان ما توقفت هذه المحاولات بعد أن تبين ضعف فعاليتها.

الدلافين المقاتلة: ذكاء البحار في خدمة الحرب

في الستينات، قرر الاتحاد السوفيتي تدريب الدلافين لأغراض عسكرية، مستغلاً ذكاءها الفطري. تم تعليمها اكتشاف الألغام، زرع القنابل، وحتى تعقب غواصات العدو.

لم تكن روسيا وحدها في هذا المسار، إذ انضمت إليها الولايات المتحدة، لكنها حدّت من استخدام الدلافين كسلاح مباشر، خوفًا من عدم قدرتها على التمييز بين العدو والصديق، فاكتفوا بتدريبها على كشف الألغام فقط.

قنبلة الهلوسة: السلاح الذي يستهدف العقل

بعيدًا عن القتل المباشر، طوّرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية خلال مشروع “إم كاي ألترا” سلاحًا نفسيًا يُعرف بـ”قنبلة بي زي”، وهي قنبلة عنقودية تحتوي على مواد مهلوسة.

كانت تُستخدم لتشويش وعي الجنود وإدخالهم في حالة من الهذيان والضياع الذهني، إلا أن آثارها غير المتوقعة، مثل الصداع المستمر والأحلام الغريبة، دفعت المسؤولين إلى التوقف عن استخدامها.

شعاع الألم: الإيذاء عن بعد دون دماء

طور الجيش الأمريكي سلاحًا غير مميت يُعرف بـ”شعاع الألم”، وهو جهاز يُطلق موجات راديوية تؤدي إلى تسخين الجلد، مما يُشعر الهدف وكأن جلده يحترق. الهدف من هذا السلاح كان تفريق المتطفلين عن القواعد العسكرية دون الحاجة لإطلاق نار.

وعلى الرغم من فعاليته، فإن حجمه الضخم جعل استخدامه محدودًا، وتم تركيبه على مركبات كبيرة، ولا يزال العمل جارياً لتصغير حجمه.

بندقية باكل: إطلاق المعاناة بدل الرصاص

في عام 1718، اخترع المحامي الإنجليزي “جيمس باك” أول بندقية تطلق رصاصًا مربع الشكل بدلًا من الشكل الدائري المعتاد، لتسبب أقصى ألم ممكن عند الإصابة.

ورغم قدرتها على إطلاق تسع طلقات في الدقيقة، فإن الجيش البريطاني لم يستخدمها قط، خوفًا من رد فعلها العنيف وارتدادها غير المضمون.

التمويه الكمي: الاختفاء في وضح النهار

أحد أكثر الابتكارات العسكرية طموحًا هو تطوير “بدلة الشبح الكمي”، وهي زي يرتديه الجندي ليعكس الضوء بطريقة تجعله غير مرئي تقريبًا. هذه التكنولوجيا تعتمد على كسر مسار الضوء، بحيث لا يرتد إلى الناظر، مما يجعل الجندي يبدو كأنه غير موجود.

ورغم أن هذا المشروع لا يزال في طور البحث، فإن احتمالية استخدامه مستقبلاً قد تغير قواعد الحرب بشكل جذري.

البندقية الدوارة ومدفع الزوبعة: عندما تصبح الهواء أداة قتال

في عام 1998، صممت الولايات المتحدة بندقية دوّارة تطلق حلقات هوائية أو كيميائية تشبه شكل الدونات، تهدف لإسقاط الخصم أرضًا من دون قتله.

وعلى النهج نفسه، طوّر النازيون ما يُعرف بـ”مدفع الزوبعة” لإسقاط الطائرات من خلال حلقات هوائية ضخمة. لكن فاعليته فشلت في الواقع، إذ فقدت الحلقات زخمها في الارتفاعات العالية.

في الختام: بين العبقرية والجنون

كما رأينا، ليس كل اختراع عسكري يهدف إلى القتل المباشر؛ بل هناك من يعتمد على الخداع، التخويف، أو التأثير النفسي. وتظل تلك الابتكارات الغريبة شاهدة على أن الحدود بين الإبداع والجنون في ساحات القتال قد تكون أحيانًا مجرد خط رفيع… لا يُرى إلا في ضوء التاريخ.

أضف تعليق