خطبة جمعة مكتوبة ومشكولة.. جاهزة قصيرة عن الكدح

خطبة جمعة مشكولة ومكتوبة جاهزة قصيرة , الكدح

أليوم؛ سوف نضع بين أيدي وقلوب أئِمّتنا الأكارِم خطب جمعة جاهزة قصيرة ومكتوبة في قوله -تعالى- {يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ}. ومن هنا يأتي الحديث عن الكدح.

مقدمة الخطبة

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، رَافِعِ دَرَجَاتِ الْعَامِلِينَ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، وَيَتَقَبَّلُ مِنَ المُتَّقِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﷺ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ، فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، فَإِنَّ الْخَيْرَ كُلَّ الْخَيْرِ فِي تَقْوَاهُ، وَالشَّرَّ كُلَّ الشَّرِّ لِمَنْ شَاقَّهُ وَعَصَاهُ، يقول -تعالى- في سورة آل عمران {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}.

الخطبة الأولى

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ؛ إِنَّ الْإِنْسَانَ فِي هَذَا الْوُجُودِ لَا يَخْلُو مِنْ عَمَلٍ؛ فَحَرَكَةُ الْإِنْسَانِ عَمَلٌ، وَسُكُونُهُ عَمَلٌ، وَكَلامُهُ عَمَلٌ، وَسُكُوتُهُ عَمَلٌ، وَيَقَظَتُهُ عَمَلٌ، وَنَوْمُهُ عَمَلٌ، وَجُلُوسُهُ عَمَلٌ، وَقِيَامُهُ عَمَلٌ، وَهَذِهِ الدَّوْرَةُ مِنَ الْعَمَلِ الَّتِي لَا تَنْتَهِي إِلَّا بِانْتِهَاءِ الْإِنْسَانِ، هِي الَّتِي سَمَّاهَا الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ الْكَدْحَ، فَمَا يَزَالُ الْإِنْسَانُ دَائِرًا فِي فَلَكِ الْكَدْحِ إِلَى أَنْ يَلْقَى اللهَ.

يقول -جز وجل- في سورة الانشقاق {يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ}، وَلَمَّا كَانَ شَأْنُ الْإِنْسَانِ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ ذَكَّرَهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِلِقَائِهِ، وَمَا دَوَرَانُ الْإِنْسَانِ فِي فَلَكِ الْكَدْحِ إِلَّا اقْتِرَابٌ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ، وَفِي تَذْكِيرِ الْمَوْلَى جَلَّ جَلَالُهُ عِبَادَهُ بِلِقَائِهِ دَعْوَةٌ لَهُمْ إِلَى جَعْلِ أَعْمَالِهِمْ طَاعَاتٍ، وَبُعْدِهِمْ عَنِ الْمَعَاصِي وَالْمُخَالَفَاتِ. وَاللهُ جَلَّ جَلَالُهُ يُرِيدُ لِلْخَلْقِ الْهِدَايَةَ، وَيُرِيدُ مِنْهُمُ التَّوْبَةَ؛ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ سَعَادَتَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَفَوْزَهُمْ بِالْأُخْرَى.

واقرأ قول المولى -تبارك وتعالى- في سورة طه {مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى}، وَلَيْسَ فِي عَذَابِ الْمَخْلُوقِينَ شَيْءٌ يَعُودُ عَلَى اللهِ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، ويقول -جل شأنه- في سورة النساء {مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}، وَلَيْسَ فِي طَاعَتِهِمْ زِيَادَةٌ فِي مُلْكِ اللهِ، بَلْ {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ} ~ سورة فصلت، وَالْكَدْحُ وَاقِعٌ لَا مَحَالَةَ، فَلَزِمَ أَنْ يَكُونَ كَدْحًا فِي اللهِ إِلَى اللهِ «وَالْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللهِ الأَمَانِيِّ».

فَمَنْ تَذَكَّرَ لِقَاءَ اللهِ – عِبَادَ اللهِ – عَمِلَ صَالِحًا، وَسَارَعَ إِلَى الْخَيْرَاتِ، فَلَا يَتْرُكُ خَيْرًا يَسْتَطِيعُ فِعْلَهُ إِلَّا فَعَلَهُ، وَإِذَا عَرَضَ لَهُ سُوءٌ وَحَدَّثَتْهُ نَفْسُهُ بِعِصْيَانٍ، تَذَكَّرَ لِقَاءَ اللهِ فَإِذَا هُوَ مُبْصِرٌ، وَإِذَا غَلَبَتْهُ نَفْسُهُ وَظَلَمَ نَفْسَهُ فَعَصَى، ذَكَرَ اللهَ فَاسْتَغْفَرَ لِذَنْبِهِ {وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ}، وَإِنَّ لِحُبِّ الْإِنْسَانِ لِقَاءَ اللهِ عَلاَمَةً، وَعَلامَتُهُ فِعْلُ الْخَيْرِ، وَإِنَّ لِكَرَاهِيَةِ لِقَاءِ اللهِ عَلامَةً، وَعَلامَتُهُ فِعْلُ الشَّرِّ، وَحَصَادُ الْأَوَّلِ رِضَا اللهِ، وَحَصَادُ الآخَرِ سَخَطُ اللهِ.

وَشَتَّانَ مَا بَيْنَ مَنْ حَصَدَ الرِّضَا ومَنْ حَصَدَ السُّخْطَ.

وَفِي الْحَديثِ القُدْسِيِّ يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: «إِذَا أَحَبَّ عَبْدِي لِقَائِي أَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ، وَإِذَا كَرِهَ عَبْدِي لِقَائِيٍ كَرِهْتُ لِقَاءَهُ». وَمَا بَعْدَ الْكَدْحِ إِلَّا إِيتَاءُ الْإِنْسَانِ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ، أَوْ إِيتَاؤُهُ كِتَابَهُ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ | فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا | وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا | وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ | فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا | وَيَصْلَى سَعِيرًا | إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا | إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ | بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا}.

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنوا: مَا دَرَجَ مَنْ دَرَجَ فِي مَدَارِجِ الْكَمَالِ وَسَلَكَ مَسَالِكَ الْخَيْرِ، إِلَّا مِنْ خَوْفِهِ مِنَ اللهِ؛ فَإِنَّ خَوْفَ اللهِ داعٍ لِاغْتِنَامِ كُلِّ فُرْصَةٍ، وَحامِلٌ عَلَى فِعْلِ كُلِّ خَيْرٍ؛ فَلَا يَزَالُ يَنْتَقِلُ بِصَاحِبِهِ مِنْ مَعْرُوفٍ إِلَى مَعْرُوفٍ حَتَّى يَبْلُغَ الْمَنْزِلَ، وَمَنْ بَلَغَ الْمَنْزِلَ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا.

وَمِنْ أَحْسَنِ التَّصْوِيرِ لِهَذَا الْمَعْنَى تَصْوِيرُ النَّبِيِّ ﷺ فِي قَوْلِهِ: «مَنْ خَافَ أَدْلَجَ، وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ غَالِيَةٌ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ »، {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}. وَمَا انْزَلَقَ مَنِ انْزَلَقَ فِي مَزَالِقِ الشَّرِّ وَغَاصَ فِي أَوْحَالِ الرَّذِيلَةِ، إِلَّا مِنْ ظَنِّهِ أَنَّهُ لَنْ يَحُورَ؛ فَكَانَتْ حَالُهُ حَالَ مَنْ قَالُوا {إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ}، فَفَتَحُوا لِأَنْفُسِهِمْ بَابَ الدُّنْيَا عَلَى مِصْرَاعَيْهِ؛ حَتَّى {نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ}.

أَقَوْلُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ إِنَّه هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَادْعُوهُ يَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّه هُوَ الْبَرُّ الْكَرِيمُ.

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، ﷺ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَالَاهُ.

أَمَّا بَعْدُ، فَاتَّقُوا اللهَ – عِبَادَ اللهِ – وَانْظُرُوا نَظَرَ الْمُتَدَبِّرِ فِي دُعَاءِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ لِرَبِّهِ؛ فَإِنَّ فِيهِ دَعْوَةَ أَنْ تَكُونَ لِلْإِنْسَانِ حَيَاتَانِ مِنْ طَلَبِ الْأَجْرِ وَتَحْصِيلِ الثَّوابِ: حَيَاةٌ قَبْلَ مَوْتِهِ، وَحَيَاةٌ بَعْدَ مَوْتِهِ؛ فَلَا يَنْقَطِعُ الْعَمَلُ بِالْمَوْتِ، وَلَا يَتَوَقَّفُ الْأَجْرُ بِانْقِطَاعٍ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، فَقَدْ حَكَى اللهُ مِنْ دُعَاءِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ قَوْلَهُ {وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ}، وَمَا لِسَانُ الصِّدْقِ إِلَّا الذِّكْرُ بِالْحَسَنِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالذِّكْرُ الْحَسَنُ يَسْتَلْزِمُ الدُّعَاءَ لَهُ بِالْخَيْرِ؛ فَيَزْدَادُ شَأْنُ الْمَدْعُوِّ لَهُ عِنْدَ اللّهِ، وَتَرْتَفِعُ مَنْزِلَتُهُ وَتَعْلُو مَكَانَتُهُ.

وَلَا يَكُونُ الذِّكْرُ الْحَسَنُ إِلَّا بِخَيْرٍ فَعَلَهُ الْإِنْسَانُ فِي حَيَاتِهِ، وَبَقِيَ لَهُ بَعْدَ مَمَاتِهِ: مِنْ عِلْمٍ انْتَفَعَ بِهِ النَّاسُ، أَوْ وَقْفٍ أَوْ وَصِيَّةٍ فِي بِرٍّ وَإِعَانَةِ مُحْتَاجٍ، وَتَيْسيرٍ عَلَى مُعْسِرٍ وَتَعْلِيمٍ لِلنَّاسِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ تَكُونُ حَيَاتُهُ امْتِدَادًا لِحَيَاةِ وَالِدِهِ فِي الْمُسَارَعَةِ فِي الْخَيْرَاتِ، كَثِيرِ الدَّعَوَاتِ لِوَالِدَيْهِ فِي الْخَلَوَاتِ وَالْجَلَوَاتِ، تَجِدُ لِسَانَهُ رَطْبًا بِقَولِهِ {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ}، {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}.

وَالْأَعْمَالُ الَّتِي تَبْقَى لِلْإِنْسَانِ بَعْدَ مَوْتِهِ مُتَنَوِّعَةٌ، جَمَعَهَا النَّبِيُّ ﷺ فِي ثَلاثِ خِصَالٍ يَدْخُلُ تَحْتَهَا وُجُوهٌ كَثِيرَةٌ مِنَ الْبِرِّ فَقَالَ: «إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ».

هذَا، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ الأَمِينِ، فَقَدْ أَمَرَكُم بِذَلكَ حِينَ قَالَ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.

الدعاء

اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّم عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلَّمتَ عَلَى نَبِيِّنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ نَبِيِّنَا إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى نَبِيِّنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ نَبِيِّنَا إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وعَنْ جَمْعِنَا هَذَا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُوْمًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُوْمًا، وَلا تَدَعْ فِينَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُومًا.

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ وَاهْدِ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْحَقِّ، وَاجْمعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الخَيْرِ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظَّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلامَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.

اللَّهُمَّ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا ذَا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ بِكَ نَستَجِيرُ، وَبِرَحْمَتِكَ نَستَغِيثُ أَلاَّ تَكِلَنَا إِلَى أَنفُسِنَا طَرفَةَ عَينٍ، وَلاَ أَدنَى مِنْ ذَلِكَ، وَأَصلِحْ لَنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ يَا مُصلِحَ شَأْنِ الصَّالِحِينَ.

اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِينَ، اللَّهُمَّ أَسْبِغْ عَلَيْهِ نِعمَتَكَ، وَأَيِّدْهُ بِنُورِ حِكْمَتِكَ، وَسَدِّدْهُ بِتَوفِيقِكَ، وَاحفَظْهُ بِعَينِ رِعَايَتِكَ.

اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ.

رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِكُلِّ مَنْ آمَنَ بِكَ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدُّعَاءِ.