صحة

حالات الإنتحار بالأردن

الانتحار ، صورة , suicide
ارشيفية

قضيتنا اليوم مهمة جداً وهي تزايد حالات الإنتحار بالأردن في الآونة الأخيرة. فاليوم قضيتنا هي الانتحار وأيضاً أدوية العلاج النفسي ما بين العلاج والإدمان عليها مع الدكتورة بسمة الكيلاني أخصائية علم النفس العيادي.

إلى أي مدى يتم التعامل مع المرض النفسي بالأردن بشكل صحيح؟
تقول الدكتورة بسمة الكيلاني “أخصائية علم النفس العيادي”، في الحقيقة لا نستطيع الإجابة بشكل مطلق لأن هناك أشخاص و دكاترة يعملون بشكل ممتاز وآخرون لا مثل أي مهنة أو مجال هناك الجيد وهناك السيئ, ولا بد من الأخذ في الأعتبار أن هذا المجال هو نسبيا مجال جديد.فقد بدأ يعرف بالعالم كله خلال السبعينيات لكن بلدنا عادة تصلنا المعلومات متأخرة بعض الشيء , فمثلا هناك طريقة علاجية متبعة من عام 1993 ونحن بدأنا أن نتحقق منها الآن, ولكن هناك تطور وتطور سريع بالنسبة لكثير من البلاد العربية لكن مازال الهدف بعيد المنال وهناك العديد من الأشياء يجب العمل عليها, ولابد من النظر إلى الموضوع نظرة شمولية دون إقتار السبب على جهة محددة لأن هناك الكثير من العوامل التي أدت إلى ذلك.

المرضى النفسيون يعيشون بيننا ولا نراهم. تم توثيق بعض حالات محولات الأنتحار لبعض الأشخاص الذين كانوا يعانون من مشاكل نفسية وقرروا اللجوء إلى الطب النفسي.

معظم الأشخاص الذين قابلناهم أثناء التحقيق لم يتمكنوا من زيارة عيادات الطب النفسي الخاصة لذلك لجئوا إلى العيادات الحكومية بسبب أرتفاع أسعار العيادات الخاصة التي قد تصل في الزيارة الأولى إلى ما بين عشرين إلى أربعين دينار أردني وفقا للائحة الأجور الرسمية.

طالب المركز الوطني لحقوق الإنسان في تقريره العاشر بأعتبار الطب النفسي من أساسيات الرعاية الصحية استنادا بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان رقم 25/1 وعملا بالمواثيق الدولية، حث المركز الوطني لحقوق الإنسان بالصحة النفسية لتغطي أقاليم المملكة على ضرورة زيادة عدد المراكز المعنية بالصحة النفسية لتغطي أقاليم المملكة. وتشديد الرقابة على بيع الحبوب والأدوية المخدرة، ووضع آليات تفتيش ورقابة مناسبة لضمان حقوق الإنسان في جميع مرافق الصحة النفسية، مع زيادة الكوادر المؤهلة للتعامل مع هذه الفئة من المجتمع.

ولكن كيف هو الحال على أرض الواقع، تم رصد أهم المشكلات التي يتعرض إليها بعض المرضى في العيادات الحكومية ومن أهمها:
1. عدم كفاية الوقت للتشخيص ومراجعة المريض.
2. لا يستمر نفس الطبيب في متابعة الحالات.
3. المواعيد في بعض العيادات بعيدة جدا.
4. الإعتماد على الأدوية وعدم تحويل المريض إلى المعالج السلوكي
5. لا يخبر الطبيب المريض في بعض الأحيان عن الأعراض الجانبية للأدوية.
6. وصف أدوية للمراجع دون التأكد من مدى حاجته لها حتى لو رفض العلاج بالأدوية.

هل مازال أغلب الناس يرون أن المرض النفسي وصمة عار؟
أكدت “عبر فضائية رؤيا”، نعم مازال الشعور بالعار من المرض النفسي وهذا يرجع دائما لمعرفتنا أن هناك أسباب أدت إليه مثل التقصير من الأسرة أو أن الشخص يمتلك قدرات غير مكتملة، لكن إذا أدركنا أن المرض النفسي قد يصيب أي إنسان وفجأة وهو تماما مثل المرض العضوي يبدأ الناس بالشعور بالمسؤولية تجاه الشخص المريض وإزالة الشعور بوصمة العار.

مثل ماذا من الأمراض والحالات المرضية؟
نجد بعض العائلات بها الفصام وأخري بها أكتئاب ثنائي القطب وعائلات بها إدمان، نحن لا نستطيع إنكار أن الإدمان مرض نفسي لأن هناك الكثير يتناولون الكحل ولا يدمنوه لأن الإدمان مرض يكون الشخص عنده استعداد عن غيرة لذلك. كما نجد أيضا حالات الاكتئاب والقلق والفزع، تؤثر البيئة على ظهور المرض كما أنة أحيانا يكون هناك أستعداد وراثي وأحيانا أخرى يظهر المرض فجأة.

ما هي الأمراض النفسية التي يتم علاجها عن طريق تناول العقاقير والأمراض التي تحتاج إلى علاج سلوكي؟
في البداية تعريف المرض النفسي هو أي تغيير يطرأ على مزاج الإنسان أو سلوكه أو تفكيره ويكون التغيير شديد حيث يؤثر على أداء الإنسان وقيامه بمهامه اليومية وحياته. هناك تصنيف قديم لكنه يوضح من يحتاج العقاقير ومن لا يحتاجها ومن خلاله يتم تقسيم المرض النفسي إلى نوعين:
1. الأمراض الذهانية: هي الأمراض التي ينفصل فيها الإنسان عن الواقع نوعا ما ولا يستطيع إدراك أنه يعاني من مشكلة نفسية مع ملاحظة جميع من حوله ذلك وأمثلة ذلك الفصام والهوس والبارانويا وغيرها.

2. الأمراض العصبية: مثل الإكتئاب والقلق والوسواس القهري وكل اضطرابات القلق بشكل عام وهؤلاء المرضى يكون عندهم إدراك أنهم يعانون مشكلة نفسية.
مرضى الأمراض الذهانية والإدمان يكونوا بحاجة إلى مساعدة الأدوية والعقاقير الطبية وتكون الأدوية هي الأساس في العلاج ثم يأتي دور الأخصائي النفسي بعد أن يكون استقرت حالتهم، وهنا يجب التنويه على الإلتزام بالأدوية وعدم وقفها فجأة دون الرجوع للطبيب.

أما الأمراض العصبية فهي تختلف في حدتها ولا نحتاج للأدوية في الحالات البسيطة ونكتفي بالعلاج السلوكي وفيها يكون المريض قادر على تنفيذ تعليمات المعالج ولكن هناك حالات أخرى تكون شديدة ويكون المريض غير قادر على تنفيذ التعليمات المطلوبة فنلجأ هنا إلى أدوية لتهدئة المريض ويساعد المعالج السلوكي على أداء دوره. وفي هذه الحالات يكون العلاج المتكامل بين طبيب نفسي وأخصائي وتناول بعض الأدوية يكون أفضل أنواع العلاج وفيه يأخذ المريض الأدوية حتى يصبح قادر على الذهاب إلى الجلسات وتنفيذ التعليمات المطلوبة. فيبدأ المريض في اكتساب مهارات ويبدأ بتغيير طريقته بالتفكير ويتعلم السيطرة على المشاعر والتنظيم الأنفعالي نبدأ في سحب الأدوية تدريجيا.

ما هي المراحل التي ينبغي أن يمر بها الشخص عند البدء في العلاج؟ وهل لابد من مراجعة أكثر من طبيب قبل البدء في تناول الأدوية؟
مسئولية الشخص تجاه نفسه أن يتحرى الدقة في إنتقاء الطبيب ومسئولية الطبيب أن يقوم بدراسة الحالة بالكامل ثم يقوم بإجراء فحوصات عضوية مثل فحص الدم وتحليل نسبة المعادن وعمل أشعة مقطعية للاطمئنان على المخ واستبعاد وجود أي مشاكل عضوية تؤثر على الصحة النفسية ثم يأخذ الطبيب القرار بكيفية العلاج سواء كان عن طريق الأدوية أو العلاج السلوكي أو كليهما سويا.

كيف يستطيع الشخص أن يعرف أنه يعاني من الاكتئاب؟
عندما يبدأ أن يؤثر الإكتئاب على حياته مثل عمله أو زواجه أو عائلته أو قد يميل إلى الوحدة وعدم الرغبة في الخروج أو رؤية الناس، فعندما يؤثر الاكتئاب على وظائف الحياة يعتبر هنا اكتئاب عادي. لكن من الأفضل أن يذهب إلى الطبيب قبل هذه المرحلة بمجرد شعوره بعدم الراحة النفسية لفترة طويلة.

ما هي المدة التي إذا استمر بها الشعور بعد الراحة لزم التوجه للطبيب النفسي؟
عادة قد يستمر الإكتئاب لمدة أسبوع ثم يبدأ في الشعور بالتحسن فيعد هذا شيء طبيعي لكن إذا أستمر مدة أكثر من شهر إلى ستة أشهر هنا يجب عليه التوجه للطبيب النفسي.

هل هناك أهتمام كافي في التعامل مع المرضى النفسين سواء كان في العيادات الخاصة أو التابعة لوزارة الصحة؟
هناك عدة عوامل منها:
1. أن عدد الأطباء النفسيين والأخصائيين النفسيين أقل من الحاجة مما يجعل الأطبة النفسيين تحت ضغط شديد
2. دخول اللاجئين وأشخاص من مجتمعات أخرى تعرضت إلى حروب وأزمات شديدة زاد من الضغط على الفرق الطبية النفسية.
3. تمركز الأخصائيين النفسيين بالعاصمة ولكن لا تحتوي باقي الأماكن بالمملكة على أخصائيين نفسيين.
4. معاناة المرضى سكان الأقاليم البعيدة حيث لا يستطيع الذهاب إلى جلسات مرتين بالأسبوع.
5. أرتفاع تكلفة الجلسات لأنها لمدة ساعة كاملة. وذلك بسبب أن الأخصائي النفسي لا يستطيع القيام بأكثر من أربع إلى خمس جلسات يوميا فبالتالي يحتاج أن يرفع التكلفة ليستطيع العيش حياة كريمة ويظل هو بصحة نفسية جيدة ليستطيع مساعدة مرضاه فمن هنا يأتي غلاء أسعار الجلسات.
6. عدم دخول العلاج النفسي في التأمين الصحي.

كلها عوامل تؤثر على العلاج النفسي.

السابق
الصحة النفسية في الأردن
التالي
الحملة الوطنية للتوعية من فقر الدم بالأردن

اترك تعليقاً