ضوابط الكلام بين الرجل والمرأة التي أوضحتها دار الإفتاء المصرية

أسأل عن الحديث بين الرجل والمرأة في سياق أخلاقي لا يتم فيه تجاوز الحدود والحديث؛ أي الكلام بينهم هو متعلق بالزواج فيما بعد بعد إنهاء الدراسة والبدء في التجهيز للتقدم لها وطلب يدها.. فما قول سيادتكم في أمر ذلك الكلام المتبادل بينهم ؟

الجواب
المحادثة بين الرجل والمرأة الأجنبيين جائزة إذا التزم الطرفان بالآداب والتعاليم الإسلامية، ولم تكن هناك خلوة محرمة أو أي مخالفة شرعية، والدليل على ذلك ما يلي: فمن القرآن الكريم قول تعالي في قصة سيدنا موسى مع البنتين: {قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير} [القصص: ٢٣].

ومن السنة النبوية الشريفة، ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، قال: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان، وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما، فقال: كل؟ قال: فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل، قال: فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: نم، فنام، ثم ذهب يقوم فقال: نم، فلما كان من آخر الليل قال: سلمان قم الآن، فصليا فقال له سلمان: إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «صدق سلمان».

قال الحافظ ابن حجر في” فتح الباري” (٤/ ٢١١): [وفي هذا الحديث من الفوائد. وجواز مخاطبة الأجنبية والسؤال عما يترتب عليه المصلحة].

وأما إذا لم يلتزم الرجل والمرأة بأحكام الشرع وآدابه في التعامل فلا يجوز لهما إقامة هذه المحادثة، وتكون هذه المحادثة محرمة شرعا، والله تعالى أعلى وأعلم.

المصدر: دار الإفتاء المصرية