أشباح في المستشفى

كُتبت بواسطة:

في
صورة ، مستشفى
صورة

في ليلة شديدة الظلام غزيرة الأمطار مليئة بالرياح والأتربة والأعاصير وكأن اليوم الموعود قد حان والطرق شديدة الزحام وعربة الإسعاف تحمل امرأة على وشك الولادة والمرأة تستغيث وقائد العربة يصرخ هناك حالة طارئة فانفتح الطريق وأسرع السائق إلى المستشفى وذهبوا بها إلى غرفة العمليات وجاء الطبيب وأجرى العملية للمرأة وخرج إلى زوجها الذي كان ينتظر زوجته ومولوده ولكن لم تكتمل فرحته فيشاء القدر أن يجعل الأب في حالة مزيج بين الفرح بمولد طفلته التي كان ينتظرها منذ سنوات وحزنه على زوجته التي خرجت أنفاسها بعد الولادة مباشرة دون أن ترى حتى صغيرتها.

دخلت الطفلة في نوبات من التشنج وكان يخرج من أنفها سائل أسود غريب ثم انقطعت الكهرباء في المستشفى فشعر الجميع بالذعر فحالة الطفلة توحي بأشياء غريبة ذلك السائل الذي يخرج من أنفها والكهرباء التي انقطعت لأول مرة في تاريخ المستشفى والمصعد الذي تعطل وبداخله أشخاص وذلك الرجل الذي ظل يصرخ ويصيح مدعياً أنه رأى شبحاً قبيح الهيئة ووالد الطفلة الذي ذهب إلى دورة المياه وبعد أن قضى حاجته وبينما يغسل يديه فيرى في المرآة زوجته التي توفت منذ ساعات ثم ينظر خلفه فلا يراها ويتفاجأ أن الماء الذي استعمله لغسل يديه ووجهه ليس ماء فوجهه الآن ملطخ بالدماء فالظلام حال بينه وبين الرؤية فكل ما معه هو ضوء المصباح الذي انطفأ هو الآخر، اتجه إلى الباب بصعوبة شديدة وهو وحاول فتحه فلم ينفتح ثم سمع صوتاً يهمس أنا زوجتك اقترب مني لا تخف ضمني بين زراعيك فاقترب من الصوت فإذا هي زوجته يراها على رغم الظلام وكأن الضوء ينبعث منها وما زالت تردد اقترب مني ضمني بين زراعيك فاقترب منها ببطء ومازال يقترب منها حتى أصيب بضربة على رأسه من الخلف أفقدته وعيه.

وبعد ساعات من فقدان الوعي استيقظ على صوت هاتفه فأخرج الهاتف من جيبه فوجد أن الذي يتصل هو زوجته رد على الهاتف فيجد من يتحدث معه هو ذلك الدكتور الذي يعالج ابنته أخبره أنه وجد هذا الهاتف في حجرة الطفلة وأخبره أن حالة الطفلة تزداد سوءاً فأخبره أنه قادم إليه الآن فتوجه إلى غرفة ابنته وفتح الباب وتوجه إلى سريرها الصغير ونظر إلى السرير فلم يجدها ووجد على الحائط مكتوباً عليه بالدماء أن الطفلة قد ماتت.

دخل الأب في نوبة من البكاء الهستيري وسرعان ما فقد وعيه.

استيقظ على ضوء الشمس ساطعاً على وجهه وزوجته تنادي عليه هيا يا حبيبي استيقظ كفاك نوماً فالساعة الآن العاشرة ثم وجد طفلته التي تجاوزت الآن العقد العاشر تجري عليه وتقبله.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *