رأي حُر

شاب عاطل

أن تكون شابا موفور الصحة، وعاطلا عن العمل، فهذا يجعلك تحت الأضواء في كل مكان وزمان، وتطولك سهام النقد من كل حدب وصوب، كأنك المتسبب في حرب عالمية أو أنت الذي ضربت هيروشيما وناغازاكي بالقنابل الذرية، هل تؤمنون فعلا بأني وجدت وظيفة مناسبة أو حتى غير مناسبة ورفضتها، كيف أرفضها وأنا بحاجة إلى الريال أولا وأريد أن أغرب عن سهام نقدكم التي تصيبني صباح مساء، أعطوني وظيفة وارموني في البحر، كيف أرفضها وأنا (طفران) ليل نهار؟!

كيف أرفضها وأنا شاب أريد أن يكون لي دخل، مهما كان ذاك الدخل الذي يكفيني شر المسألة وإن كانت من الأب الصبور أو الأم الحنون؟!

كيف أرفضها وأنا حفيت قدماي بين كل الجهات الحكومية والأهلية مترددا عليهم طالبا توظيفي، ويكون الصد نصيبي في كل مرة؟!

كيف أرفضها وقد مللت النوم نهارا والسهر ليلا وأنا أفكر في وضعي؟! وكيف أستطيع الخروج من مأزق كوني شابا عاطلا أدارت له الدنيا ظهرها، ورفضه الجميع بمن فيهم نفسه؟!

شاب عاطل — بقلم معاناة كادح

السابق
الصمت مهدد بالانقراض
التالي
المجتمع بحاجة إلى تعزيز قيمة الصدق