السن المناسب للزواج

الزواج
young crazy man Valentine´s day concept

لقاء مُتلفز مع المحامية “هالة عاهد” مستشارة قانونية، والدكتور “عبد الحليم العشوش” رئيس جمعية المحاميين الشرعيين. حول السن المناسب للزواج.

هل يمكننا تزويج البنت على عمر 15 عام؟

هناك بعض الآراء التي يختلف عليها الناس جميعا في هذا الموضوع حيث يرى البعض أن البنت على عمر 15 عام يمكنها أن تتزوج وتكون من مسئولة عن بيت زوجها طالما أنها قد نضجت فكريا في هذا العمر وطالما أيضاً أنها اختارت شريك حياتها بكل حرية.

على الجانب الآخر، يرى العديد من الناس أن زواج القاصرات يُعد جريمة في هذا العمر الصغير حيث أن عمر 15 سنة للبنت لا يمكن فيه أن تكون قد نضجت النضج العقلي والفكري الكامل الذي يمكن أن يؤهلها لتصبح مسئولة عن بيت وأسرة كاملة قد يزيد عدد أفرادها بعد تسعة أشهر من الزواج حين تقوم بإنجاب أول طفل لها.

أضافت المحامية ” هالة عاهد “: إنني أرى أن سن 15 سنة غير مناسب للزواج حيث يرى العديد من الناس أن السن المناسب للزواج هو السن فوق العشرين كما يجب أن يكون عمر البنت المفضل للزواج هو العمر بين 23 و 25 سنة وهي نفس الأرقام الصادرة عن أرقام دائرة قاضي القضاة مما يعتبر شيئا منطقيا لبلوغ البنت وقدرتها على الإنجاب فيما بعد بجانب قدرتها النفسية والذهنية لتصبح فيها البنت أهلا لإنشاء أسرة.

إن زواج البنت على عمر صغير كهذا العمر ” 15 سنة” يعزز من مفهوم عدم حرية المرأة وأن مكانها الوحيد هو البيت، ذلك لا يجب على التشريع أن يعزز مثل هذه الأفكار وإنما يجب أن يكون التشريع أداة من أدوات التغيير المجتمعي حتى تؤخذ الأسر إلى بر الأمان ولا يمكن أن يحدث لها مشكلة كمشكلة التفكك الأسري فيما بعد ويصبح هذا الزواج على حسابها وحساب أطفالها.

على هامش هذا الموضوع تحدث الدكتور ” عبد الحليم العشوش ” قائلا: يجب علينا في البداية تصحيح المفهوم الخاطئ للزواج المبكر على أنه عبارة عن صفقة تجارية بين الزوج والزوجة.

إلى جانب ذلك، يجدر الإشارة إلى أنه طبقا لبعض الإحصائيات التي أجريت من عام 2007 حتى الآن تم تضاعف عدد الفتيات العانس 15 مرة كما أنه في عام 2015 طبقا لدائرة الاحصائيات العامة أن حوالي 150 ألف فتاة قد دخلت في نطاق العنوسة بالمقارنة ب 157 ألف في عام 2016 و 161 حتى 170 ألف حالة في عام 2018، لذلك فإنني أؤيد الزواج المبكر المرتبط بالشروط الأساسية للزواج.

أما عن الوضع النفسي والجسدي للفتاة الصغيرة في العمر فيجدر الإشارة إلى أن دائرة قاضي القضاة قد أنشأت معهد قضايا شرعي ومديرية حقوق الإنسان والتعاون الدولي التي تم إنشاءها الشهر الماضي قد قامت بعمل دورات للمقبلين للزواج ويوجد إقبال شديد على هذه الدورات ويقوم مرشدين تربويين بإعطاء تلك الدورات للمقبلين على الزواج، كما يجب علينا جميعا أن نعترف بأن الأطفال الآن أصبحوا على قدر ووعي كبير بما يحدث في مجتمعهم على عكس ما كان من قبل.

هل تعتقد أن زواج بنت 15 سنة دون وعي عقلي وفكري معادلة متوازنة؟

يعتبر العقد هو شريعة المتعاقدين حيث يمكن أن توقع البنت اتفاقا مع الرجل الذي يتقد لخطبتها من أجل إكمال التعليم أو الدراسة كما يمكنها أن تشترط عليه العمل بعد الزواج إلخ إلخ ..

وأردفت ” هالة عاهد “: من الصحيح أن هناك تعليمات في دائرة قاضي القضاة تنص على إلزام الزوج بإكمال زوجته للدراسة طالما هذا شرطا في عقد الزواج ولكن يجب الإشارة إلى أن دائرة قاضي القضاة لا تمتلك أي شيء يمكنه إلزام الزوج بهذا وبذلك لا يكون للزوجة أو القاصرة إن جاز التعبير أمامها سوى أن تفسخ عقد الزواج وتصبح امرأة مطلقة وبهذا تكون قد خسرت القاصرة كثيرا، لذلك لا يجب علينا علاج مشكلة العنوسة الموجودة في المجتمع بتزويج القاصرات اللاتي لا تصلح للزواج على عمر صغير.

على الجانب الآخر، في حالة وجود مشاكل مادية تخص البنت الصغيرة في العمر فإنه من الواجب علينا توفير لها حرفة معينة أو أي عمل آخر يمكنها أن تكسب منه دون أن يكون الخيار الأوحد أمامنا هو تزويجها قاصرة ومن ثم تتعرض بعض ذلك للعديد من المشاكل الجسدية والنفسية وغيرها..

كما سبق الذكر، يجب أن يكون للدولة دورها المتمثل في التشريع دوره في التصدي للإشكالات التي تخص مسألة العنوسة عند الفتيات والشباب من خلال نظرته الخاصة المدروسة علميا ومجتمعيا من خلال رفع درجة الوعي المجتمعي وعلاج مشكلة الفقر إلخ إلخ..

وأخيرا، يجدر علينا كذلك الإشارة إلى أن مجلس النواب قد فوت فرصة كبيرة على المجتمع لكي يرفع سن الزواج من عمر 15 عام إلى عمر 16.

أضف تعليق